هوزان أمين- لا يخفى على احد دور وسائل #الاعلام# في خلق وعي جماهيري حي قادر على تفسير ما يدور حوله من مجريات واحداث، لا سيما في ظل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة، والازدهار الملحوظ الذي طرأ على مجال الإعلام بمكوناته الثلاث ( المرئي، والمسموع، والمقروء) خاصة مع انتشار قنوات الاتصال والمعرفة المتعددة،
بات ملحوظاً للعيان دور الاعلام حتى في قيام الشعب بالثورات في وجه حكامها الظالمين، وذلك عبر وسائل اعلامية ابتكرت حديثاً لتلعب دور المحرك والمحرض وتشجع على الانتفاضة مثل الفيسبوك وغيرها، نظراَ لسهولة وسرعة نقل المعلومة والأخبار المتدفقة في لحظتها عبر منابع متعددة تصل إلى البشرية جمعاء، واصبح الإعلام المرآة العاكسة للمجتمعات، ومن خلالها تستطيع الشعوب التعرف على ثقافات الغير.
هذا ينطبق على واقع الاعلام في الثورة السورية المستمرة لغاية اليوم والتي قرابت العامين والنصف، بالرغم من القتل والتنكيل بحق المتظاهرين والمطالبين بالحرية والكرامة التي أفتقدها السوريين على مدى خمسة عقود من الزمن، ورفع رايات وشعارات تنادي بالتغيير السلمي للنظام عبر المظاهرات والمسيرات السلمية ولكن رد عليهم النظام بكل وحشية، ولا يزال النظام مستمراً في قمع الثورة بمختلف السبل، حتى باستعمال الاسلحة المحرمة دولياً مثل الغازات السامة والكيماوية، وبالرغم من التدخلات الخارجية وخروج خط الثورة عن مسارها، ودخول جماعات اسلامية متطرفة اخرجت الثورة عن مفهومها الحقيقي، لكن بالرغم من تلك الاوضاع وما آلت اليه في سوريا بعد الثورة الشعبية، إلا انها خلقت فرصة لتأسيس التنسيقيات والجمعيات والمؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان وبالمجتمع المدني، بالاضافة الى تشكل مؤسسات اعلامية، ونشر وطبع العديد من الجرائد والمجلات الحزبية والثقافية العامة، لا سيما في المناطق الكوردية لتمتعها بشبه غياب لجميع مؤسسات الدولة العسكرية والامنية.
ومن اجل نيل الكورد حقوقهم في ظل هذه الثورة والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية المتاحة، شارك الشعب الكوردي في هذه الثورة وتأسست العديد من المنظمات والهيئات التي تعنى بجميع النواحي الحياتية والاجتماعية والانسانية والاعلامية، واحدى تلك المنجزات، تأسيس راديو آرتا اف ام في مدينة #عامودا#.
المركز السوري للاتصال والتعاون ( SCCCK)
هي منظمة غير حكومية غير هادفة للربح المنحى (NGO) ومقرها في السويد، وقد تأسست في 24 فبراير 2013 من قبل مجموعة من الناشطين و الخبراء السوريين المقيمين في سوريا وخارجها .
و اهم اهداف ذلك المركز دعم التعددية حيث يعتبرها شكلاَ من أشكال الإثراء المتبادل للمجتمع السوري بشكل عام، وذلك عبر تقديم مشاريع اعلامية واقامة ندوات وورش عمل و تعزيز التنوع العرقي والديني في المناطق الكوردية و أجزاء أخرى من سوريا، واقامة الحوار بين مكونات الشعب السوري من كورد وعرب و مسيحيين، عن طريق تشجيع الأنشطة المشتركة المستدامة للتوصل إلى التعايش السلمي مع الاحترام المتبادل والتسامح بين المجموعات المختلفة، هذا وحسب ما جاء في بيانهم سوف يؤدي إلى مجتمع مدني ديمقراطي في المناطق الكوردية بوصفها جزءا من الدولة السورية الديمقراطية المتحدة، ولذلك فإن قبول التنوع باعتباره إغناء للمجتمع ويساهم في تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا واحدى اهم نشاطاتهم على ارض الواقع هو آرتا اف ام.
.ARTA FM
هو مشروع إعلامي ( الراديو والانترنت و المنشورات المطبوعة ) مدعوم من المركز السوري للاتصال والتعاون في المناطق الكوردية، وقد بدأت إذاعة آرتا أف أم قبل عدة اشهربثها التجريبي من مدينة عامودا على موجة 99.5، لمدة أربع ساعات يومياَ، ووصل ساعات بثها اليوم الى 12 ساعة.
يعمل في الاذاعة قرابة 40 شاباَ وفتاة، يقومون بتقديم برامج منّوعة اجتماعية وفنية وفكاهية وأطفال بالإضافة إلى موجز للأخبار، باللغات الكوردية والعربية والسريانية، وتغطي مساحة 40 كم حيث تسمع في جميع من المناطق المحيطة بعامودا حتى القامشلي وماردين في شمال كوردستان، ويؤكد القيمون عليها انها مؤسسة اعلامية اجتماعية لا تتدخل بالسياسة على الاطلاق، وتهتم بالامور المعيشية والحياتية للمواطنين، وتجري تحقيقيات ميدانية، وتستفسر عن الامور التي تهم المواطن، وتنقل معاناتهم الى الجهات المختصة لغرض ايجاد حلول لها.
مدير الاذاعة سيروان حج بركو:
وفي اتصال مع الصحفي سيروان حج بركو مدير الإذاعة في ألمانيا، اكد لجريدة التآخي انهم لن يتدخلوا بالامور السياسية لان للسياسة اصحابها، وعرف آرتا اف ام على انها إذاعة مجتمعية محلية، ليس لديها أي أجندة قومية أو سياسية أو دينية وهي بالإضافة للأخبار تبث تقارير و لقاءات و آراء المواطنين في مختلف المجالات قائلا ”مواضيعنا اجتماعية وثقافية وفنية وأحيانا سياسية في كل يوم نبث الأخبار المحلية ومشاكل وهموم الأهالي وما يهمهم حسب زعمه تقوية الاذاعة بحيث يكون لها دوره في بناء مجتمع مدني متطور وحضاري، وكذلك تسعى الاذاعة من خلال برامجه أن يكون جسراَ للتواصل والحوار بين جميع المكونات في المجتمع السوري.
كما تحدث عن الصعوبات التي يلاقونها من خلال عملهم وفي سبيل ايصال رسالتهم الى المواطنين قال تواجهنا صعوبات جمة وخاصة من نواحي عدم توفر الكهرباء في ظل الانقطاع الدائم لها، ووجود مشاكل لوجستية اخرى، منها عدم توفر المحروقات، وقال اننا نعتمد على المولدات الكهربائية لاجل تأمين البث المباشر، واردف قائلاً ان هناك مشاكل في الاتصالات والإنترنيت والهواتف لكننا نعتمدون على الشبكات التركية نظراَ لوصولها الى المدينة بسبب قربها من الحدود.
الاذاعة تعمل وفق رخصة رسمية منحها لهم “الهيئة الكوردية العليا” وهي الهيئة الرسمية والمخولة بتسيير امور المواطنين بعد الفراغ الذي حصل نتيجة ترك النظام لمؤسساته الامنية في اغلب مدن غرب كوردستان باستثناء مدينة القامشلي، واصبحت لها شعبية واسعة ويستمع اليها الجماهير عبر هواتفهم النقالة والراديوهات التي تعمل على البطارايات، بسبب عدم توفر الكهرباء وبقاء الشعب محصوراً في الاستماع الى هذا الراديو كوسيلة لتلقيهم الاخبار والمعلومات، وكذلك تبث على شبكة الانترنيت وباستطاعة اي انسان الاستماع اليها في اي بقعة كان على وجه الارض، بالرغم من وجود تفاوت في قدرات الكوادر الاعلامية حيث يلاحظ ضعف في قدراتهم الصحفية ولا سيما لغتهم العربية، إلا ان خضوعهم لدورات تأهيلية من قبل المركز السوري للتعاون، وكذلك اشتراكهم في دورات اعدتها وزارة الثقافة في اقليم كوردستان العراق ستقوي من قدراتهم وآدائهم الصحفي، وجلب كوادر صحفية تتقن اللغة العربية سترفع من مستوى الاذاعة المهني والاعلامي، تؤهلها لان تكون لها وقفة وانعطافة في الاعلام في غرب كوردستان، ولا سيما انها التجربة الاولى واول اذاعة اجتماعية محلية هناك.[1]
المصدر: جريدة التآخي - العدد والتاريخ: 6682 ، 2013-09-29