بدأت تعلو في أصوات شريحة من السوريين ضمن مناطق الشمال السوري تطالب بالتقرب إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وتوليه أهميه كبيرة، لا سيما بعد التقارب بين النظام التركي والحكومة السورية في الآونة الأخيرة، وتكشّف سوء نوايا المغتصب التركي، بعد أن كتم هذه الأصوات الخوف من الاعتقالات والقتل على يد الفصائل الموالية للأخير، لسنوات طويلة.
وتعتقد “ولاء عزام” (ناشطة وصحفية) مقيمة في مدينة إدلب، إنّ الانفكاك عن الاحتلال التركي بات ينطوي على درجة كبيرة من الأهمية، ولا سيما في الوضع الراهن.
وتقول في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إن “تركيا لم تكن في يوم من الأيام صديقة للشعب السوري ومناصرة له، بل إنها عملت منذ بداية الحرب على مبدأ المصالح المشتركة بينها وبين الدول ذات النفوذ في سوريا مثل: (أمريكا وروسيا وإيران) حيث قبلت تسليم مناطق شاسعة ومحافظات لقوات الحكومة السورية وروسيا مقابل الحصول على مكاسب في مناطق شمال وشرق سوريا.”
وتضيف بالقول: إن “دولة الاحتلال التركي لم تهتم بتجهيز ما يسمى ب “الجيش الوطني” بكافة الإمكانات العسكرية لمحاربة قوات الحكومة السورية، وحتى تنظيم داعش، بل كان هدفها من إنشائه هو محاربة قوات سوريا الديمقراطية وإبعاد المكون الكردي عن حدودها بسبب عدائها له.”
وتدعو الناشطة والصحافية، عبر شبكة آسو الإخبارية، السوريين في الشمال السوري إلى الاتحاد مع المكون الكردي، التي يعتبر جزءًا من التركيبة الديمغرافية السورية في شمال وشرق سوريا.”
كما ترى “عزام” أنّ “دولة الاحتلال التركي استغلت ملف أربعة مليون لاجئ/ة سوري/ة على أراضيها للاستفادة من المساعدات المقدمة لهم/ن من الاتحاد الأوروبي واستثمار رؤوس الأموال السورية في إنعاش اقتصادها الذي يعاني من التدهور.
وتستطرد بالقول: “لابد للسوريين/ات في الشمال السوري أن يعوا/يعين حقيقة المحتل التركي بعد انكشاف حقيقته، وأن يتحدوا/يتحدن مع المكون الكردي لكونه جزءاً من التركيبة الديمغرافية السورية في شمال وشرق سوريا، وتوحيد الجهود لبناء دولة تعددية ديمقراطية بعيداً عن الارتهان للدول الخارجية.”
وبينت الناشطة والصحافية السورية، خلال حديثها لشبكة آسو الإخبارية، أن المكون الكردي استقبل السوريين من جميع المحافظات، وأن مدن شمال وشرق سوريا مثل:(الدرباسية وقامشلو/القامشلي وعفرين) كانت من أوائل المدن التي ناصرت الثورة السورية قبل أن تتحول إلى العسكرة على يد جماعات مسلحة “تتبرأ منها غالبية السوريين/ات”، على حد وصفها.
وفي السياق نفسه، يرى الشاب الجامعي “علاء قاسم” (اسم مستعار) من أبناء مدينة الباب في ريف حلب الشرقي أن “تركيا باتت تشكل خطراً على السوريين في الشمال السوري ولا أحد يعلم ما تخطط له مستقبلا، وأنها معتادة على التدرج في اتخاذ قراراتها.
ويعتقد أن تصريحاتها الأخيرة حول إجراء مصالحة مع الحكومة السورية، ستتبعها “أحداث سيئة” يتخوف منها السوريون المقيمون في الشمال السوري، واللاجئون على أراضيها، على حدٍّ سواء.
يضيف بالقول: “منذ بداية الأحداث في سوريا وأردوغان ينادي بخطوط حمراء، لكنه تنازل عنها بدأً من الغوطة ثم حمص ثم حلب ثم حماة وهو الآن مستعد للتخلي عن إدلب مقابل مكاسب أخرى.”
ويعرب “عصام محمد (اسم مستعار)، وهو شاب من ريف إدلب، عن أمله بحدوث توافق بين مناطق شمال وشرق سوريا والحكومة السورية، لإبعاد الخطر التركي، وترك سوريا لأهلها، دون أي تدخلات خارجية بشأنها الداخلي، على حد قوله.
بدورها قالت الناشطة النسوية، ومديرة إحدى المراكز الخاصة بتمكين المرأة، في مدينة إدلب “سلام العلي” (اسم مستعار): إن “الشعب السوري لم يعرف في يوم من الأيام التفرقة بين مكوناته، وكان يسود التعايش السلمي بين الجميع، لكن الحرب الدائرة و”الانقسام المناطقي”، أحدث شرخاً بين بعض أبناء تلك المكونات.”
وتضيف: “رغم كل ذلك فإن الشريحة الأكبر من الشعب السوري تؤمن بضرورة التعايش السلمي والاعتراف بجميع المكونات مع وجود بعض الأخطاء التي تصدر على مستوى فردي، ونشر لخطاب الكراهية ولاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.”
وتتابع “العلي”: “من الجيد تفعيل التعاون مع مناطق شمال وشرق سوريا، لكن من ناحية أخرى هناك صعوبة بسبب جهات السيطرة العسكرية ووجود تركيا كقوة تتحكم في جميع مفاصل الحياة ضمن مناطق سيطرتها، إضافة إلى صعوبة إقناع الفصائل الموالية لها بضرورة الانفكاك عنها والتوحد مع قوات سوريا الديمقراطية.”
أخبار وتقاريردعوات من الشمال السوري إلى إنهاء الاحتلال التركي وتوحيد الصفوف مع مناطق الإدارة الذاتيةنشر قبل 7 أيام - 11 سبتمبر، 2022بواسطة فريق التحرير
حجم الخط: ع ع
بدأت تعلو في أصوات شريحة من السوريين ضمن مناطق الشمال السوري تطالب بالتقرب إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وتوليه أهميه كبيرة، لا سيما بعد التقارب بين النظام التركي والحكومة السورية في الآونة الأخيرة، وتكشّف سوء نوايا المغتصب التركي، بعد أن كتم هذه الأصوات الخوف من الاعتقالات والقتل على يد الفصائل الموالية للأخير، لسنوات طويلة.
وتعتقد “ولاء عزام” (ناشطة وصحفية) مقيمة في مدينة إدلب، إنّ الانفكاك عن الاحتلال التركي بات ينطوي على درجة كبيرة من الأهمية، ولا سيما في الوضع الراهن.
وتقول في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إن “تركيا لم تكن في يوم من الأيام صديقة للشعب السوري ومناصرة له، بل إنها عملت منذ بداية الحرب على مبدأ المصالح المشتركة بينها وبين الدول ذات النفوذ في سوريا مثل: (أمريكا وروسيا وإيران) حيث قبلت تسليم مناطق شاسعة ومحافظات لقوات الحكومة السورية وروسيا مقابل الحصول على مكاسب في مناطق شمال وشرق سوريا.”
وتضيف بالقول: إن “دولة الاحتلال التركي لم تهتم بتجهيز ما يسمى ب “الجيش الوطني” بكافة الإمكانات العسكرية لمحاربة قوات الحكومة السورية، وحتى تنظيم داعش، بل كان هدفها من إنشائه هو محاربة قوات سوريا الديمقراطية وإبعاد المكون الكردي عن حدودها بسبب عدائها له.”
وتدعو الناشطة والصحافية، عبر شبكة آسو الإخبارية، السوريين في الشمال السوري إلى الاتحاد مع المكون الكردي، التي يعتبر جزءًا من التركيبة الديمغرافية السورية في شمال وشرق سوريا.”
كما ترى “عزام” أنّ “دولة الاحتلال التركي استغلت ملف أربعة مليون لاجئ/ة سوري/ة على أراضيها للاستفادة من المساعدات المقدمة لهم/ن من الاتحاد الأوروبي واستثمار رؤوس الأموال السورية في إنعاش اقتصادها الذي يعاني من التدهور.
وتستطرد بالقول: “لابد للسوريين/ات في الشمال السوري أن يعوا/يعين حقيقة المحتل التركي بعد انكشاف حقيقته، وأن يتحدوا/يتحدن مع المكون الكردي لكونه جزءاً من التركيبة الديمغرافية السورية في شمال وشرق سوريا، وتوحيد الجهود لبناء دولة تعددية ديمقراطية بعيداً عن الارتهان للدول الخارجية.”
وبينت الناشطة والصحافية السورية، خلال حديثها لشبكة آسو الإخبارية، أن المكون الكردي استقبل السوريين من جميع المحافظات، وأن مدن شمال وشرق سوريا مثل:(الدرباسية وقامشلو/القامشلي وعفرين) كانت من أوائل المدن التي ناصرت الثورة السورية قبل أن تتحول إلى العسكرة على يد جماعات مسلحة “تتبرأ منها غالبية السوريين/ات”، على حد وصفها.
وفي السياق نفسه، يرى الشاب الجامعي “علاء قاسم” (اسم مستعار) من أبناء مدينة الباب في ريف حلب الشرقي أن “تركيا باتت تشكل خطراً على السوريين في الشمال السوري ولا أحد يعلم ما تخطط له مستقبلا، وأنها معتادة على التدرج في اتخاذ قراراتها.
ويعتقد أن تصريحاتها الأخيرة حول إجراء مصالحة مع الحكومة السورية، ستتبعها “أحداث سيئة” يتخوف منها السوريون المقيمون في الشمال السوري، واللاجئون على أراضيها، على حدٍّ سواء.
ويضيف بالقول: “منذ بداية الأحداث في سوريا وأردوغان ينادي بخطوط حمراء، لكنه تنازل عنها بدأً من الغوطة ثم حمص ثم حلب ثم حماة وهو الآن مستعد للتخلي عن إدلب مقابل مكاسب أخرى.”
ويعرب “عصام محمد (اسم مستعار)، وهو شاب من ريف إدلب، عن أمله بحدوث توافق بين مناطق شمال وشرق سوريا والحكومة السورية، لإبعاد الخطر التركي، وترك سوريا لأهلها، دون أي تدخلات خارجية بشأنها الداخلي، على حد قوله.
بدورها قالت الناشطة النسوية، ومديرة إحدى المراكز الخاصة بتمكين المرأة، في مدينة إدلب “سلام العلي” (اسم مستعار): إن “الشعب السوري لم يعرف في يوم من الأيام التفرقة بين مكوناته، وكان يسود التعايش السلمي بين الجميع، لكن الحرب الدائرة و”الانقسام المناطقي”، أحدث شرخاً بين بعض أبناء تلك المكونات.”
وتضيف: “رغم كل ذلك فإن الشريحة الأكبر من الشعب السوري تؤمن بضرورة التعايش السلمي والاعتراف بجميع المكونات مع وجود بعض الأخطاء التي تصدر على مستوى فردي، ونشر لخطاب الكراهية ولاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.”
وتتابع “العلي”: “من الجيد تفعيل التعاون مع مناطق شمال وشرق سوريا، لكن من ناحية أخرى هناك صعوبة بسبب جهات السيطرة العسكرية ووجود تركيا كقوة تتحكم في جميع مفاصل الحياة ضمن مناطق سيطرتها، إضافة إلى صعوبة إقناع الفصائل الموالية لها بضرورة الانفكاك عنها والتوحد مع قوات سوريا الديمقراطية.”
وترى “العلي” أن “الحل هو إيجاد مخرج للأزمة السورية بتقديم التنازلات من أجل سوريا التي انهكتها الحرب منذ أكثر من 10سنوات.”
هذه الآراء الداعمة لفكرة التقارب بين الشمال السوري ومناطق شمال وشرق سوريا باتت تكشف مدى تراجع الترحيب الشعبي بالاحتلال التركي ولاسيما في ظل التغييرات والأحداث السياسية الأخيرة، في ظل الانتهاكات والأفعال التي يقوم بها كالتحكم بأرزاق المدنيين وفرض لغته وعملته، إضافة إلى سطوة الفصائل المسلحة الموالية له على المناطق الخاضعة لسيطرتهم وترهيبهم للأهالي.
[1]