الأسم: محمد أحمد طيفور
إسم الأب: عزالدين
إسم الأم: سلوى
تاريخ الولادة: #13-05-1994#
تاريخ الإستشهاد: #30-06-2016#
مكان الولادة: كوباني
مكان الإستشهاد: منبج
سيرة الشهيد محمد أحمد طيفور
وُلد محمد أحمد طيفور في #13-05-1994# ، في مدينة كوباني التي تشبه أبناءها وتشبهونه؛ صلبة في المواقف، دافئة في الروح، وعاشقة للحياة رغم قسوتها. منذ طفولته الأولى، كان محمد طفلًا طموحًا، محبًّا للحياة، يلاحق الفرح أينما وُجد، ويصنعه حيث يغيب. لم يكن طفلًا عاديًا، بل كان يحمل في قلبه شغفًا مبكرًا بالحياة، واندفاعًا صادقًا نحو الخير، وكأن روحه كانت أكبر من عمره.
كبر محمد وهو محافظ على تلك الروح الطفولية النقية. كان شخصًا مرحًا، خفيف الظل، طيب القلب، لا يحمل في داخله ذرة كره تجاه أحد. كان يؤمن أن الإنسان يُقاس بإنسانيته، لا بكلماته، وبأفعاله لا بشعاراته. أحب الناس جميعًا، وأحبوه، فكان له محبّون كُثر وأصدقاء من مختلف الأعمار، لأن قربه كان يمنح الأمان، وحديثه كان صادقًا، وابتسامته كانت تشبه السلام.
منذ صغره، كان محمد محبًا للوطن، منتميًا له دون ادّعاء. شارك في الرقص الشعبي، وتدرّب عليه بشغف، وكان حاضرًا كل عام على مسرح عيد نوروز، مؤمنًا بأن الفرح مقاومة، وبأن الثقافة والهوية وجه آخر من وجوه النضال. لم يكن حضوره في تلك المناسبات مجرد مشاركة، بل تعبيرًا صادقًا عن انتمائه، وعن إيمانه بأن الوطن يُحب ويُحمل في القلب قبل أن يُدافع عنه بالسلاح.
كان محمد قريبًا من عائلته إلى حدٍّ كبير. أحبّ أهله وأخوته، وكان صديقًا لهم قبل أن يكون أخًا. لم يبخل يومًا بمشاعره، ولا بتعبه، ولا بوقته. كان حنونًا، عطوفًا، إنسانيًا في أدق التفاصيل. إذا اشترى شيئًا لنفسه، ورأى طفلًا في الشارع، لم يتردد في شراء مثله له، وكأن فرح الأطفال كان جزءًا من فرحه الشخصي. تلك البساطة، وذلك القلب المفتوح على الجميع، كانا علامته الفارقة.
لكن الحياة لم تترك محمد في مساحتها الآمنة طويلًا. حين هاجم تنظيم داعش مدينة كوباني، تغيّر كل شيء. لم يكن محمد من أولئك الذين يجلسون في البيوت ويتفرّجون من بعيد. لم يقبل أن يكون شاهدًا صامتًا، فاختار الطريق الأصعب، طريق المواجهة. حمل قراره بوعي وشجاعة، وذهب ليقاتل، متوجهًا إلى جبهة منبج، مؤمنًا أن الدفاع عن الأرض شرف لا يُؤجَّل.
كانت أمه تعرف حجم الخطر، فترجّته ألا يذهب، خصوصًا أنه كان أبًا لطفل صغير. كان قلبها أمًّا خائفة، لكنه كان قلبًا يعرف معنى التضحية. قال لها جملته التي ستبقى خالدة في الذاكرة:
«لو كان يلي مستشهد ابنِك ما كنتِ قلتي هيك».
لم تكن كلمات قسوة، بل كلمات إيمان، قناعة، وصدق لا يُجادل.
ذهب محمد، وبعد خمسة أيام فقط من وصوله، استُشهد في منبج، في #30-06-2016# . رحل سريعًا، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى. ترك جرحًا كبيرًا، وفراغًا لا يُملأ، وترك خلفه وردتين: ابنه كيان وابنته إيلان، شاهدين حيّين على حياة لم تكتمل، وعلى أبٍ اختار الوطن كما اختار الحب.
منذ استشهاده وحتى آخر نفس في هذه الحياة، سيبقى محمد حاضرًا في الذاكرة، في القلوب، في التفاصيل الصغيرة، وكأنه رحل بالأمس فقط. لم يكن مجرد اسم في قائمة الشهداء، بل كان حياة كاملة، وقصة إنسان، وروحًا اختارت أن تكون في الصف الأمامي. محمد أحمد طيفور لم يمت؛ هو باقٍ في ضحكته، في كلماته، في أطفاله، وفي كل قلب تعلّم منه معنى الإنسانية والتضحية.
وكان محمد أحمد طيفور أخًا للكاتبة والباحثة #أفين طيفور# ، التي عملت منذ آذار/مارس في موقع كورديبيديا، وساهمت في توثيق الذاكرة الكردية وحفظ السرديات الثقافية والتاريخية. لم تكن علاقة الأخوّة بينهما مجرد رابطة دم، بل علاقة روح ودعم متبادل، ظلّت ذكراه حاضرة في مسيرتها الثقافية، دافعًا للاستمرار والكتابة، وإيمانًا بأن الكلمة أيضًا شكل من أشكال الوفاء للشهداء. [1]