البروفيسور ستيفن ليونارد جاكوب هو أستاذ الدراسات الدينية في جامعة الباما و مختص في الديانات السماوية للشرق الأوسط وفي متابعة الأبادة الجماعية بصورة عامة وفي الأبادة الجماعية ضد اليهود على أيدي النازيين (الهلوكوست)وكان له فيها دراسات و بحوث دقيقة، وقد حاورناه بصدد الجرائم التي أرتكبها أرهابيو داعش ضد الكورد الأيزديين وضد المسيحيين ايضا:-
• تم في هجوم داعش على منطقة شنكال(سنجار) في أقليم كوردستان العراق أرتكاب جرائم القتل الجماعي ضد الألاف من الكورد الأيزديين وأخضاع الآلاف من النساء لأبشع أنواع الأستعباد والبيع كعبيد، فالى أي مدى يمكن أعتبار أستعباد النساء الكورديات جريمة دولية ؟
- بداية لابد من القول أن المحنة التي حلت بنساء الأيزديين الكورد كانت غير قانونية وغير أخلاقية وكانت وفق العادات والتقاليد الأسلامية وتوجهات القرآن الكريم خرقاً فاضحاً لجميع مبادئ الكرامة الأنسانية وقد عالج المجتمع الدولي، وفي كثير من المناسبات، هذه الحالة، إلا أن ما يبعث على الألم هو المسار الم تطرف والراديكالي والأخطاء المسيئة بحق تقاليد الأسلام فهم أي داعش، لا يعتبرون أنفسهم جزءاً من المجتمع الدولي ويعتقدون و يؤمنون خطاً بإن الباري تعالي والمقدس لدى جميع الديانات من يهودية و مسيحية وأسلامية هو معهم فقط دون غيرهم.
• وهل تعتقدون أن القانون الدولي يدافع عن أستعباد النساء الكورد وبيعهن كسبايا؟
- هناك الكثير من الدول والأمم التي منعت أسترقاق المرأة وأستعباد هن بقوانين خاصة، وهي حالة واجهت الأمم المتحدة على مدى سنوات عدة و ذلك عن طريق الوثائق والمؤتمرات الخاصة بحقوق المرأة والطفل، إلا أن ما يسمى (الدولة الأسلامية)إنما ترفض أية شرعية قانونية خارج توجهاتها اولاً تعترف بها، كونها لا تعتبر نفسها جزءاً من المجتمع الدولي ولا تبالي أطلاقاً ولا تهتم بما أتفق عليه الأخرون أو أحترامه أو الألتزام به.
• وما زلنا نتساءل عن أي أختلاف بين الأبادة الجماعية للأرمن في السابق وإبادة الأيزديين الآن حيث يعترف العالم بالأولى فيما يقف مترددا أزاء أستعباد الأيزديين والأبادة الجماعية لهم ؟
- الأختلاف الرئيس بين الحالتين أو الجريمتين هو أن الأولى قد نفذت بواسطة دولة بينما نفذت إبادة الأيزديين منظمة أرهابية لا تمتلك أية شرعية دولية وبأعتقادي أن ما أرتكب ضد الأيزديين هو إبادة جماعية (جينوسايد) وإذا ما أعترف المجتمع الدولي بهذه الحقيقة فإنه يتحمل بذلك مهمة أساسية يقوم بموجبها بأتخاذ ما يلزم بحق هذه الجماعية العسكرية الخارجة عن القانون، و بمراعاة أن هناك أزمات أخرى تحدق اليوم بالعالم مثل مسائل سوريا و مرض الأيبولا.. ألخ ولو تحدثنا بصورة منصفة لقلنا أن العالم لا يركز على جماعات يعتبرها أقليات ولا تفكر بتشكيل دولة لها، وأن ما يستحق الأهتمام، فإن العالم بإستثناء الكنيسة الرومانية في الغرب، يبدو أنه لا يعيرو أية أهمية بحل الأزمات والمآسي المستمرة للمسيحين في عموم منطبقة الشرق الأوسط بل حتى أوضاع القبطيين في مصر لم تحظ بأي أهتمام أو أدانة مباشرة.
• علاوة على الجرائم المرتكبة ضد المسيحيين والأيزديين في العراق، هناك اليوم في أقليم كوردستان زهاء مليون ونصف مليون لاجئ و نازح محلي و خارجي ما يتجاوز إمكانيات هذا الى الأقليم وهم يعيشون في أوضاع سيئة سيما مع حلول فصل الشتاء و محدودية المساعدات الدولية المقدمة لهم مع قطع الحكومة العراقية حصة أقليم كوردستان من الموازنة العامة للدولة ما أرهق كاهل الأقليم.. فكيف هي نظرة العالم الي هذه المأساة؟
- هي بحق مبعث خجل للأنسانية التي تقف على الدوام موقف المتفرج أزاء أرتكاب أعمال غير أنسانية ولم تحقق أي رد فعل بصدده، بينما تستمر المنظمات الأنسانية من دينية وغيرها في مساعيها إلا أنها محدودة جداً، وقد تكون خطرة وتواجه الفشل أحياناً أو جاء رد (الأله العظيم) لكون في إلأنجيل بالقول ! نحن نحمي أخواتنا وأخواننا) إلا أن العالم قد تجاهل ذلك.
• فضلاً عن جريمة أستعباد ما يسمى الدولة الأسلامية لهولاء فقد طالبتهم بأعتناق الدين الأسلامي، أفلا يعتبر ذلك جريمة جينوسايد بحق الأقليات وهل يمر ذلك دون محاسبة؟
- نعم إن ذلك هو جينوسايد ثقافي متوافق مع فهم رافائل لمكين ذاته(1900- 1959) بشأن ما يشكل جريمة جينوسايد وقال في رسالته التي وجهها الى عصبة الأمم و مؤتمر مدريد 1933 والذي لم يحضره و تليت بالنيابة وبقيت دون أن يعمل بها.) فقد ميز روفائيل بين (التحطيم الثقافي- vondai sm وبين (التحطيم الفيزيائي للبشر barbarism وبين التحطيم الفيزيائي للبشر (arbarism)وهو الذي أوجد مصطلح(الجينوسايد) في العالم وكان الدافع لأنعقاد أو أبرام أتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 والتي كانت عبارة عن أتفاقية لمعاقبة ومنع أرتكاب جرائم الأبادة الجماعية(جينوسايد) وكوني أمتلك كتابات عديدة حوله وحول أعماله)، فإنه ليس لدى أدنى شك بإنه كان يعتبر محنة الأيزديين جريمة إبادة جماعية (جينوسايد).
• وهل بإمكان الضحايا الأيزديين هؤلاء تقدم شكاواهم و تسجيلها لدى المحكمة الدولية نعم يمكن لهم ذلك بهدف تعويضهم في المجالات القانونية الدولية ويشرفني شخصياً أن أوقع على هذه الوثيقة بإعتبارها تسجل الدعوى ضد ما يسمى(الدولة الأسلامية) ويبدو ذلك على الأكثر ممارسة رمزية وقد يكون الى حدما موضع مواساة لآلام الأيزديين، ولكن لو تحدثنا بشكل واقعي وصريح، فإنني لا أعتقد بنجاح هذه الدعوى القضائية فتصرفات هؤلاء المسلحين الذين أعتبرهم نهجاً متطرفاً و خاطئاً، لدينهم هم جريمة جنائية وليست مدنية لأنهم مستمرون في أهمال أو خرق أي شئ صادر عن المجتمع المدني وهم أناس أو قلة غير معروفة إلا أن مجرد الأعتراف بهذه الجريمة(الجينوسايد) حتى لو تحقق دون تعويض المتضررين والضحايا ، لهو مسعى يستحق التحريك والأثارة فانا أشجع وأدعو من لديهم خبرة قانونية لتحقيق هذا المسعى.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]